حادثة فظيعة*
حكى لي أحد أصدقائي المُقَّربين عن موقفٍ حدث له يقول...أتذكر عندما كنتُ في المدرسة الإعداديّة أحد أصدقائي أنه أرانا مقطعاً مُصوَّراً يتخذ "الموت" عنواناً له، كان الفيديو مقطعاً من فيلم Final Destination 2 مُركبَّاً عليّه صوت أحد الشيوخ يتحدث عن الموت والتوبة وما إلى ذلك، كل ذلك يبدوا طبيعيّاً حتى هذه اللحظة إلا أن الموضوع يتطور بشكل يأخذ منحىً آخر... يأتي أحد أصدقائنا المسيحيين ليستطلع الأمر، وليشاهد معنا هذا الفيديو؛ ثم ما لبثت لحظات عندما قرَّر أحد الواقفين أن يُلَّسن بإحترام على صديقنا المسيحيّ قائلاً: ’’لا حول ولا قوة إلا بالله، شوفتوا الحادثة عاملة إزاي، صعبة أوي!، اللهم أحسن خاتمتنا!‘‘، فأبتسم صديقنا لأنه كان يعلم القصد ورائها وقال ساخراً: ’’ربنا يحسن خِتام الممثلين دول، كانوا طيبين أوي!‘‘، فدار الحوار كالآتي...
- فيلم إيه... دي حادثة؟
- لا فيلم، وفيلم جامد فشخ كمان
- إنتا بتتريّق على الشيخ!
- شيخ مين اللي بتريّق عليه، انا بتكلم على الفيديو، جزء من فيلم ’’الوجهة الأخيرة‘‘.
- إنتا صاحبنا آآه، بس التريقة دي مش مسموح بيها...
- والله مبتريّق بس ده فيلم فاينل ديستنيشن! ولا أقولك خلاص يا عم مصدَّقك حادثة هتتصور بـ5 كاميرات. ربنا يشفي!
- روح يا شيخ، ربنا يهديك!
- ربنا يهدي الجميع.
كُانوا ستة، وكلهم أصبحوا إخواناً مسلمين ومن داعمي الشرعيّة.
والرئيس راجع، السيسي قاتل وأربعة صوابع!
والرئيس راجع، السيسي قاتل وأربعة صوابع!
******
أنا وصديقي المُلحد في معرض الكتاب!**
ذهبت إلى معرض الكتاب وتجولت في جُنَحِه المُتعَّددة بحثاً عن كتابين عتيقين لثربانتس (دون كيخوته) الأول والثاني... بائت رحلتي بالفشل الذريع وبينما أتجول بحثاً عن بعض الكتب الأخرى بعدما كنت قد فقدت الأمل في إيجاد الكتابين... إذا وجدت شخصاً يتتبعني وينظر إليّ بنظرات مُتفحصَّة... ثم بعدما لاحظ أنني قد كشفتُ أمره، إذا به يتقَّدم نحوي ويلقي عليّ السلام ويعرض عليّ خدماته... فقلت لنفسي لا بأس بالتعرف على بعض الأشخاص...- وعليكم السلام، أنا عمرو... متشرفناش باسم حضرتك؟!
- أنا محمد بس بيدلَّعوني ويقولولي يا دارو...
- عاشت الاسامي يا محمد ولا اقول يا دارو...
وبإتقانٍ بارع وبلباقةٍ لم أرى لها مثيلاً، راح يحَّدثني عن كتاب (وهم الإلحاد) لعمرو شريف وعن ضعف حجته وأنّه لم يأخذ الجانب العلمي في رده على فرويد، لكّني قاطعته قبل أن يسترسل أكثر من ذلك بأنني لم اقرأ الكتاب... ووعدته بأنني سأقرأه... ولأثبت له ذلك اصطحبته لجناح السور واشترينا الكتاب.
قال لي بينما كنت أعطي للتاجر، ثمن الكتاب... لماذا حرَّم الله لحم الخنزير؟
قلتُ له لا أدري... ربما لنفس السبب الذي حرّم الله شرب الخمر... لا أدري؟ فباغتني قائلاً أليس السببُ في ذلك أنه يأكلُ مخلفاته... فرددت مبتسماً: ’’الدجاج يفعل ذلك أيضاً! وهو ليس محرماً‘‘، قال لي إذاً لأنه –الخنزير- ينكح أمه؟! قلت له معظم الحيوانات تفعل ذلك! ولستُ أراه سبباً لكيّ يحرَّمه الله ما أنه مُحرَّم أيضاً في اليهودية فسل يهوديَّاً أن يخبرك عن السبب العلمي وراء ذلك...
قال لي لا أريد سبباً فلستُ أؤمن بوجود الإله أساساً! قلت له ’’!Good for you‘‘ ثم رن هاتفه فاستأذنني بأدب وقبل أن يرحل أهداني نسخة مُصَّوره على هيئة ملزمة مُكعّبة لكتاب ’’وهم الإله‘‘ لريتشارد دوكنز، وحين هم بالرحيل، قلت له: محمد دارو دي بقى اختصار داروين مش كدة؟! فصُعق لسماعه تلك الجملة، رجع ليستفسر كيف استطعتُ أن أعرف ذلك فقلت له ’’لا بد أن أحداً قد أرسلني لك؟!‘‘ فقال لي من؟ فرددتُ قائلاً ’’الله‘‘... فبُهت الذي كَفر... وبكى فأنشدت وأنا راحلٌ قائلاً:
لَوْ عَلِمْتُمْ مَا بِرَصِدٍ مِنْ تَعْرِيضْ؟!
لَمَا صَدًّقْتُمْ مَا سَرَدْتَه مِنْ خَيَالٍ مَريضْ!
لَمْ أقَابِلْ مُلْحِداً وَلَسْتُ بِمُتَحَدِثٍ طَلِيقْ!
مَا أنَا إلا عَابِرُ سَبيلٍ يَمْضَي بَاحِثَاً عَنْ أمَارَاتِ الطَرِيقْ...
الاستِخْفَافِ لُغَةُ العَصْر، والعُزْلَةُ أفَضَلُ صَدِيقْ.
******
******
******
أراكم المرة القادمة...
*) قصة حقيقية
**) محاكاة ساخرة لمقالٍ بعنوان ’’أنا وصديقي النصراني في معرض الكتاب‘‘ نُشر على شبكة رصد الإخوانية تجده هنا.
انا جاي من ٢٠٢٤
ردحذف