في الدرك الأسود حالك الظُلمة يُجاهد جيلٌ ليشعل مصباحاً أو حتى ليُضيئ شمعةَ من الأمل، يريدُ أن يرى النور في مستنقع القذارة والظلم والذل والمهانة، هذا المُستنقع الذي لا قيمة لإنسانٍ سوى لمن يحمل جنسية بلدٍ آخر، اما مُواطني المُستنقع، فلا حقوق لهم خلقوا فقط من أجل خدمة أسياده ومن يزور معالم مُستنقعهم الذي وهبهم الله إيّاها. بالفعل ذنب أولئك المساكين فقط أنهم وُلدوا مصريين، ولدوا بلا قيمة، بلا جواز سفر بعلامةٍ مُميَّزة. تُخلق من أجل العمل والبحث عن لقمة لتسد بها جوعك، وإذا أردت تعليماً، سيُعَّلمونك الخرافات وسيُعَّلمونك كيف تصبح ذليلاً خائفاً مكسور الجناح عديم الكرامة، وإذا فكّرت أن تمرض لن تجد علاجاً، حتى الطبيب الذي سيُعالجك بعد فوات الأوان لا تقلق سيلحق بك ميتاً بسبب العدوى.
ستتمنى في كل يوم الموت مرتين، حين تجوع صباحاً وحين يقتلك البردُ ليلاً، وستلعن أماً وأباً قد ولدوك! كيف اقترفوا تلك الجريمة الشعواء ، أنجبوا للعالم فقيراً جديداً، أو قاتلاً أو بلطجيّ، أو تاجر مُخدرات. ويا ليتهم ولدوك وحيداً بل لحماقتهم أنجبوا مرة و6. "كُل عيِّل بيجي برزقه"، أحياناً تتساءل لم يا الله كُل هذا الظلم، كل هذه المهانة، لماذا يا الله لم تخلقني كويتيَّاً أو أوروبيَّاً... لماذا هذا العناء... يُوشك الجوع أن يفتك بك ويا ليته سيقتلني وفقط لكنَّه سينتزع إيماني بك أولاً؟!
ثم يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يثور الشباب وفيه ينتصرون، ثم يأتي بعده عامٌ فيه يموت الناس وفيه يُعتقلون، ثم يأتي بعد ذلك رئيسٌ مُنتخبٌ بِعبط سنينٍ وقرون، فيكره العوام الديموقراطية وبها يكفرون، ثم يأتي 6 أشخاص ليذهبوا لرحلة لسانت كاترين فتهب عاصة ثلجية فيُفقدون، فيتصل الناس بمسعفينَ فيقول أأجانبٌ هم أم مصريون؟، فيجيب المُتَّصل بكل حماسة بل هم مصريون، فيقول المُسعف وأسفاه فلتنتظروا 10 أيامٍ وبالهيلكوبتر سيُحضرون، فالهليكوبترُ للأجانب ولرسم القلوب في السماء ولحراسة الحدود.*
ويسألونني لما المُستنقع؟ ألا تعيش بمستنقع؟! هل وعدوا وأخلفوا؟! هل ما زلت واهماً بالأفضل؟ إذا كنت ما زلت واهمأً فابتسم فقد بنوا لك من الوهم مستنقع! فهل عليَّ الهروب من هذا المُستنقع؟ إن كان الأمر هكذا إذاً فلتكن هذه رحلتي الأخيرة!
*) الجزء المائل هذا هو ما تدوالته مواقع التواصل الإجتماعي، وهنا روايتين رواية التواصل الإجتماعي ووجود شهادات تنفي هذه الشائعة، شهادات أحد البدو: http://goo.gl/p7V7N، وهذه شهادة صديق أحد المُتوفين: http://goo.gl/TzRFwu. وشكراً لصديقي عُمر أبو النصر لتزويدي بمثل تلك الشهادات وأعتذر عن ذلك الخطأ الغير مقصود.
ستتمنى في كل يوم الموت مرتين، حين تجوع صباحاً وحين يقتلك البردُ ليلاً، وستلعن أماً وأباً قد ولدوك! كيف اقترفوا تلك الجريمة الشعواء ، أنجبوا للعالم فقيراً جديداً، أو قاتلاً أو بلطجيّ، أو تاجر مُخدرات. ويا ليتهم ولدوك وحيداً بل لحماقتهم أنجبوا مرة و6. "كُل عيِّل بيجي برزقه"، أحياناً تتساءل لم يا الله كُل هذا الظلم، كل هذه المهانة، لماذا يا الله لم تخلقني كويتيَّاً أو أوروبيَّاً... لماذا هذا العناء... يُوشك الجوع أن يفتك بك ويا ليته سيقتلني وفقط لكنَّه سينتزع إيماني بك أولاً؟!
ثم يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يثور الشباب وفيه ينتصرون، ثم يأتي بعده عامٌ فيه يموت الناس وفيه يُعتقلون، ثم يأتي بعد ذلك رئيسٌ مُنتخبٌ بِعبط سنينٍ وقرون، فيكره العوام الديموقراطية وبها يكفرون، ثم يأتي 6 أشخاص ليذهبوا لرحلة لسانت كاترين فتهب عاصة ثلجية فيُفقدون، فيتصل الناس بمسعفينَ فيقول أأجانبٌ هم أم مصريون؟، فيجيب المُتَّصل بكل حماسة بل هم مصريون، فيقول المُسعف وأسفاه فلتنتظروا 10 أيامٍ وبالهيلكوبتر سيُحضرون، فالهليكوبترُ للأجانب ولرسم القلوب في السماء ولحراسة الحدود.*
ويسألونني لما المُستنقع؟ ألا تعيش بمستنقع؟! هل وعدوا وأخلفوا؟! هل ما زلت واهماً بالأفضل؟ إذا كنت ما زلت واهمأً فابتسم فقد بنوا لك من الوهم مستنقع! فهل عليَّ الهروب من هذا المُستنقع؟ إن كان الأمر هكذا إذاً فلتكن هذه رحلتي الأخيرة!
(الرحـلة الأخيـرة)، للفنان الروسي فاسيـلي بيـروف، 1865. |
أراكم المرة القادمة...
*) الجزء المائل هذا هو ما تدوالته مواقع التواصل الإجتماعي، وهنا روايتين رواية التواصل الإجتماعي ووجود شهادات تنفي هذه الشائعة، شهادات أحد البدو: http://goo.gl/p7V7N، وهذه شهادة صديق أحد المُتوفين: http://goo.gl/TzRFwu. وشكراً لصديقي عُمر أبو النصر لتزويدي بمثل تلك الشهادات وأعتذر عن ذلك الخطأ الغير مقصود.
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف