أكتبُ لكي، ولم أقابلكِ بعد، أو قابلتُكِ ولم تتسنى لنا الفرصة أن نتحدث، لم أركِ وربما رأيتكُ ولم تظهر تلك العلامات؛ العلامات التي أوسعونا كلاماً أنها ’’الحبُ من أولِ نظرة‘‘، لستُ ساذجاً لأصدق مثل تلك الترهات، لكن ماذا عنكِ أتصدقين تلك الترهات؟! هل عندما ترينني ستحبينني من أول نظرة؟! ماذا لو رأيتني أتشاجر، في حالة غضب؟! هل ستحبينني من أول نظرة؟! أنا لا أؤمن بهذا الشيء فهل تؤمنين به؟! لديّ أسئلة كثيرة أريد سؤالها وأدعوا أن يسعفني الوقت.
كيف حالكِ؟ تبدين شاحبةً، آسفٌ على تأخر هذه الرسالة... فكما تعلمين لم أملك الوقت أو كان لديّ وأنساني الشيطان فعل ذلك، وآمل أن تسامحنني... أعلمُ أنني أصبح في بعض الأحيان مُختلاً ولا أفطنُ لكثير من هذه التصرفات والكلمات التي أقولها وأحسبكِ تحسنين النية، فلستُ أريد أبداً أن أكون ذلك الشاب الذي يُحدّثكِ وكأنَّكِ أول تجاربه... بينما عندما يجلسُ في مجلس شبابٍ يتفنن في سرد مُغامراته وحكايته التي لم يُخبركِ بها... فأعلمي عزيزي أنني لم أكذب عليك أبداً حتى عندما أحدِّثكِ ولا أجدُ ما أتحدث عنه معكِ تجتاح المكالمة الصمت! أعلم أنكِ تكرهين ذلك ولا أريد أن تفهمي أنني أريد بذلك الصمت، وأريد أن تسامحينني عن كل تلك المراتِ التي تحدثتُ في السياسة وفي نيتشه أمامكِ أعلمُ أنكِ تكرهين الفلسفة وكل ما يمتُ لها بصلة، لكنَّها كانت محاولاتٍ لقهر الصمت، لم تكن عمداً صدقيني.
أتذكر تلك المرة التي أخبرتني فيها أن عليّ أن أكون أكثر رومانسيّة ولباقة في الكلام، ونصحتني أن أقرأ لأحلام مستغانمي، ساعة ضحكتُ بهيستيريا... وقلتُ لكِ أنكِ تحلمين ولكن عندما أهديتني ’’الأسود يليق بك‘‘ في عيد ميلادي الملعون، أيقنتُ أنكِ تريدينني أن أقرأه، تريدين سماع كلماتٍ معسولةٍ مُزيَّنةٍ بشكلٍ غير تقليديّ، وفهمت من نظرتك وأنت تقولين لي أفتح الهدية والبسمة التي ارتسمت على وجهك عندما ابتسمتُ وأنا أقلّبُ صفحات الكتاب في اهتمام زائفٍ، أن سبب هذا الكلام هو حديث البنات الملعون، تلك التي تخبرك بالكلمات التي يقولها لها حبيبها، وتلك التي تُشَّككُ في حبي لكِ بأنني لا أتحدثُ برومانسية! ليلتها لم أنم الليل كي أفاجئك في اليومِ بقصيدة شعرٍ... أتذكرينها؟!
’’حُبِي عِنواني، حُبِي هُوَ أعْظَمُ ألْحَانِي.حُبي مُوسِيقَىً شَاعِرةً، تُرَاقِصُ مِنَ الوُرُودِ أجْنَاسِ.حُبِي لَكِ مَلَئَ السَمَاءَ، ومَلَئَ بِكِ عَلَيَّ إحْسَاسِي.نَهَارٌ أمُضِيِهِ مُنْتَظِرَاً، وَفِي اللَيْلِ يَمْلَئُ صَوْتُكِ عَلَيَّ أسْمَاعِي.‘‘
كنتُ أعلم بأنها ستُبدد الظنون وستبعد الشكوك، فلا ضير من سهر ليلة من أجل أبياتٍ لا معنىً لها ولكنّي أعلمُ قدرها عندكِ! وعلمتُ من يومها أن عليّ التغيّر من أجلكِ وفعلتُ وأصبح حديثنا عبارة عن مجموعة من الكلماتِ عديمة المعنى الموضوعيّ بشكل رومانسي، وأصبحت أسردُ في مغامراتٍ ليس لها اصل من خيالي ولكني كنتُ أهندسها وادرسها جيّداً لتصبح سهلة التصديق. وبعد فترة أصبحتِ تتمللين أصبحت تفتقدين وأفتقدُ الحقيقيّ من الخيال، أصبحتِ تفتقدين وأفتقد شخصيتي الغير عابئة بالرومانسية وأصبحتُ كهؤلاء الذين كنت أهزأ بهم، لكن هذا لن يستمر صدقيني، أتذكرينني؟! أتذكرين الشخص التي غيّرتيه للأسوأ؟! عليّك أن تتذكريه وحين تفعلين اتصلي به وأخبريه أن يعود لرشده... يعود لكونه الطبيعيّ أخبريه أن يستفيق كي لا يفقد تلك التي قابلها أو لم يقابلها بعد؟ تلك التي حدَّثها ولم يُحَّدثها بعد؟ تلك التي غيّرته، أو لم تغيّره بعد.
أعْلَمُ أنَنَّيِ أهْذِي وتَهْذِي مَعِي الكَلِمَاتْ...أعَلَمُ أنَّهَا جَرِيِمَةٌ ولَسْتُ عَابِئَاً بِالتَبِعَاتْ...
أتذكرينني؟! أتذكرين الشخص التي غيّرتيه للأسوأ؟! عليّك أن تتذكريه وحين تفعلين اتصلي به... |
*) ملحوظة: مقطع أدبي غير حقيقيّ بالمرة أشبه ما يكون بالقصة القصيرة.
أراكم المرة القادمة...
جميلٌ هو صدق المشاعر .. ليت الناس جميعاً يعلمون أن الحياة بضيق وقتها وفى واقعيتها لا تحتمل الزيف .. لا تحتمل اهدار الوقت فى خداع لن يدوم ، فى سؤالها عما سنتناوله على وجبة الغذاء رومانسية حين تتلاقى أعيننا بحب تراه قلوبنا دون أن ننبس بحرف واحد .. فى الدخول إلى مكان يجمعنا نظرة بها الحب يغير نمها الحاضرون دون أن يكون ثمة داع لأن نتجمل بمعسول الكلام .. جميل منك شرطك ووعدك .. تشترط عليها ألا تنساك وأن تكون حريصة على حقيقتك كما وعدك بحرصك على ارضائها واستمراريتك فى عشق يجرحك أن يغير من حقيقة تعشقها ..
ردحذفلن أقول لك من أنا فأنت تعرفنى ربما من حرفى وترعفنى ربما من متابعتى ..
دمت جميلاً مبدعاً :)
لا أدري... كي ذهبت هذه الرسالة إلى الرسائل الغير مرغوب بها، لم ألاحظها إلا اليوم، أشكرك وأشكر قلمك الجميل، وهذا الكلام ليس بغريبٍ عليّ ، أظنني أعلمه، أشكرك، وآسف على التأخير، فلا أعلم كيف ذهب هذه الرسالة إلى الرسائل الغير مرغوب بها... ودمت بخيرَ.
حذف