قادتني الصدف ذات مرةٍ لأبحث عن سببٍ يدفعني للحياة، فالتقطتُ حاسوبي وفتحتُ ملفَ كتابةٍ فارغٍ وجلستُ أنظر وأنظر ولا شيء سوى دخانُ شايي يحومُ حولي يصنع هالةً سرعانَ ما تختفي أمام حاسوبي بفعل الهواء، جلستُ أنتظر ويدي على المفاتيح أكتبُ كلمةً ثم أمسحها، عايشتُ مثل تلك الحالة منذ فترةٍ ليست ببعيدة عندما كنتُ أكتب مسودة روايتي الأولى، أضغطُ على نفسي لأكتبَ لكن لا شيء.
في قلبي غُصَّة أكادُ أجزم أنها كصدأ يأكلُ جسدي، أأكلُ فقط كي أستطيع إكمال يومي، توقفتُ عن القراءةِ، وعن كل شيء تقريبًا، أصحوا أتفقدُ هاتفي بحثًا عن أملٍ جديدٍ، ثم أضع ملابسًا على جسدي وأتجه للعمل بلا أي أملٍ أو همة، لقيماتٌ أداوي بها إجهاد جسدي، وماءٌ لاتقاء الجفاف ثم المنزل حيثُ أرتمي نحو سريري فأنام، ثم أعيدُ هذا الروتين القميءُ مرةً أخرى، يومًا تلو الآخر.
كمْ أتمنى لو أن شيئًا لم يحدثُ، كم أرجو أن أعلمَ بأنكِ بخيرٍ وأنَ الأمور على ما يُرامُ، كم أحلمُ أن نتحاورَ فيُبيّنَ كلٌ وجهةَ نظرهِ، وتنتهي كلُ تلكَ الأحزان، أخبرتُك مرارًا وتكرارًا أنّ حبنا سينتصرُ في النهايةِ، وأنني لن أسأم من المحاولة معهم أبدًا...
باسم أول «أحبُكِ.» وآخر «سلام.» وإلى شاهدِ قبرٍ يحمل اسمي أو اسمك، وباقة وردٍ تغوص في دموع الفراق تحمليها أو أفعل في سوادِ الليلِ وسواد الحدادِ، ودموعٌ تأبى الانهمار نجاهد أعيننا كي تذرفها، وإلى أن نلتقي... مجددًا... أو في حياةٍ أخرى، أو في زيارةٍ في ليلةٍ الذكرى، أو في هلوسةٍ من الهلوسات، وفي كل رسالةٍ حُفرت في الأذهان... لن أسأمَ أبدًا وحبي لك أبديٌّ لن يتوقفَ .
باسم أول «أحبُكِ.» وآخر «سلام.»... |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق