الأحد، 5 أغسطس 2018

رسالة - 6#

عزيزتي،

أكتبُ لكِ اليومَ وأنا على حافةِ الهاوية، على أعتابِ الجنونِ، قلبيِ يتسارعُ بلا توقفٍ وقريبًا سيصلُ إلى محطته النهائيّة حيثُ سيتوقف كما يتوقف كل شيءٍ في هذه الدنيا، وربما هو الحلُ النهائيُّ كي يتوقف كل هذا الألم.

خطرتْ ببالي أفكارٌ عِدة، حلولٌ كلها ذهبت أدراج الرياحِ وأعتقدُ أن الحل الوحيدَ المتبقي هو أن أختفي من على هذا الوجود، ربما ينتهي هذا الألمُ وهذا الحزن، الحياةُ ليست عادلةٍ يا حبيبتي، لا تتركُ لنا فرصةً، تُكيل لنا بكل المكاييل وتُخْسِرُنا، هناك حقيقةٌ واحدةٌ في هذه الحياة هو أنني أحبك إلى حدِ الجنون، وربما صرتُ مجنونًا، والمؤسفُ في كل هذا أن المجانين لا يدركون أنّهم مجانين، وكذلكَ العقلاء، الإدراكُ يا عزيزتي نسبيٌّ متباين، يُقاسُ بعلمِ الشخصِ وخبراته وقدرته على الاحتكام لها.

لهذا لا يُدركون مقدار حُبي لكِ، ولا يدركون شكلَ الحياةِ بدونكِ، وصدقًا أقولها إنني أصبحتُ أمقتُ الحياة التي لستِ بها، أكره الصباحَ وأنا أعلمُ أن أعينكِ لم يزورها اليوم.

أبغضُ نفسي كل دقيقةٍ وثانية، كنتُ سببًا فيما تُعانينه، كُل هذا البؤسِ والحزن سببه، سببه أني أخبرتُك ذات ليلةٍ أنني أحببتُكِ وأنني اخترتُكِ دونًا عن غيركِ لأمضي بقيّة حياتي معكِ، إنتابتكِ نوبةٌ متقلبّة كنتِ تتعففين عن هذا الإقدامِ ويا ليتكِ قفلتي هذا البابَ، وانتهتْ حكايتي، كنتِ لتكوني سعيدةً الآن.

آسفٌ أننا حلمنا، لم نُخطئُ فيه في شيء، حلمنا وخططنا ليومٍ نجتمعُ فيه أخيرًا، حُلمًا سعيدًا، يليقُ بقصتنا، لكن القدر أبى وحال بيني وبينكِ كموجٍ غائرٍ حال بين نوحٍ وأبنه.

أسفٌ عزيزتي على كل لحظةٍ وكل أملٍ كاذبٍ، وعَدتُكِ بأنني سأقاتل من أجلكِ حتى النهايةِ وسأظلُ، فلا أملكُ في الدنيا هذه سوى ذكراكِ. أنا على كافةِ وعودي، وسأراكِ حتمًا يومًا ما، أو ربما يُحكمُ القدر قضائه، فأعدُكِ أنني سأركِ في الحياة الأخرى.

أحبكُ حتى النهاية.

.So close, So far away by Huang Saifeng


*****

أراكم المرة القادمة...

هناك تعليقان (2):