عزيزتي،
مساءٌ آخر حزين، لا خيرَ فيه في شيءٍ، جُبت الطرقات لا أدري لماذا؟ عقلي لا يتوقف عن التفكير، وقلبي الذي أصبح منذ رحيلك مكسورًا، يتسارعُ ربما أصابني مرض ضغط الدمِ وأنا لا أدري، لكني أكملتُ المسير بلا هُدى، والذي ساعدني في ذلك هي شوارعُ القاهرةِ التي لا تنتهي...
مساءٌ آخر حزين، لا خيرَ فيه في شيءٍ، جُبت الطرقات لا أدري لماذا؟ عقلي لا يتوقف عن التفكير، وقلبي الذي أصبح منذ رحيلك مكسورًا، يتسارعُ ربما أصابني مرض ضغط الدمِ وأنا لا أدري، لكني أكملتُ المسير بلا هُدى، والذي ساعدني في ذلك هي شوارعُ القاهرةِ التي لا تنتهي...
أنظُر إلى هاتفي في انتظارُ، انتظار أُمٍ مكلومةٍ على ولدها المتوفي، هي تعلم بأنّه لن يرجع ولكنها تجلس على عتبة الباب بإصرارِ، في الماضي كُنت أتعجبُ لهؤلاء الحالمون الباحثين عن الآمال الضائعة، ولكني الآن أتفهمه... أعيشه في كل يوم ويدفعني للقتال من أجلكِ كل ليلة وأتمنى لو أعلم أنّكِ بخيرٍ بأي طريقةٍ ممكنة.
أتعلمين كم أفتقدُك؟ أفتقدك كما قالَ إيهاب البشبيشيّ في إحدى قصائده...
«كأنكِ كفيَّ التي بُترت في صباي،
أُحس بها لم أزل، فأمُدُّ ذراعي..
لأقبضَ لا شيءَ إلَّا الأسى عصبًا مُستثارًا.
أَهُمُ ولا أستطيعُ الوصولَ إليكِ،
كفاتنةٍ تَستَحِّمُ على نهر أُقصوصةٍ...
قرأتها مُعلِّمةٌ حينَ كُنَّا صِغارًا.»
فماذا بعد كل هذا اليأس؟ يقولون «يأسٌ أكبر.». لا يا عزيزتي، ما بعدَ اليأس موتٌ بطيء، ما بعد اليأس ندمٌ، ما بعدَ اليأسِ يا حبيبتي اغتراب.
لكن أنا، أنتِ، نحنُ... لا شيء سوى رمادٌ يتطايرُ في السماء وقريبًا سيهبطُ إلى محطته النهائية. والعالم يا محبوبتي مزرٍ، قميءً حين يتعلقُ الأمر بنا. نعلم ذلك تمام العلم، ولا ندّعي عكس ذلك كما يفعلُ البعض، لكننّا نتمسّك بكل أمل رغمًا عن كل شيء، لا جنون منّا أو خرفٍ...فقط لأننّا نعلم أن الغدَ لا يمكن أن يكون رادعًا لنا لنستسلم، ولا ملاذ أخرًا لنا سوى أن نستبسل لذا فهذا...
لكن أنا، أنتِ، نحنُ... لا شيء سوى رمادٌ يتطايرُ في السماء وقريبًا سيهبطُ إلى محطته النهائية. والعالم يا محبوبتي مزرٍ، قميءً حين يتعلقُ الأمر بنا. نعلم ذلك تمام العلم، ولا ندّعي عكس ذلك كما يفعلُ البعض، لكننّا نتمسّك بكل أمل رغمًا عن كل شيء، لا جنون منّا أو خرفٍ...فقط لأننّا نعلم أن الغدَ لا يمكن أن يكون رادعًا لنا لنستسلم، ولا ملاذ أخرًا لنا سوى أن نستبسل لذا فهذا...
نُخبٌ لليالي الانتظار، ولوهجٍ في أعين العشَّاق ساعة اللقاء، ونخبٌ للحرية والحياة، وآخر لموتٍ ينتظرنا في نهاية المطاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق