إنَّ الإنسان كائنٌ عجيبٌ حقًّا، يَنشد الشيء، ويحزن حين يلقاه! مصابٌ بمتلازمة الحزن الدائمُ، لا يجيدُ سوى البكاء والعويلِ والتنظير! أسير بؤسه وحزنِه لا يجيد غيره! أعيته الهزائم والشعارات التي لم تعد ذات معنى! لا يتقبل الواقع، ولا يتقبل الهزيمة فيصبح في حالة حرب دائمةٍ مع كل شيء ينتقد كل شيءٍ فلم يعد يملك شعارات براقةٍ يلقيها علينا، فينتهي مأسوفًا عليّه على التواصل الإجتماعيَّ جرثومةٌ تنتقد أي شيء لتحقيق إنتصاراتٍ صغيرة عديمة المعنى في بعض الشير واللايك و-أنا كول أنا مختلف عن التيار-.
تصبح الصناعةُ الوطنيّة بسواعد الشباب المصريّ جريمةٌ؛ تلك التي لطالما كان ينظِّرُ لنا ويخطبُ بنا وينهال علينا أننا نعاني من إغتراب وأننا يجب أن نشجعها ونشتريها ونساعد مُنتجيها!
يصبح الجمالُ في المشهد الذي رأيناه وأحسسناه قبحًا في نظره لأنه قبيحٌ من داخله لا يرى الحق ولا ينطقُ به إلا عندما يتلاقى مع أفكاره! وهذا إنسانٌ بائسٌ لا يؤخذ بكلامه لأنه ظالمٌ، ظالم في عدم تقديره، ظالمٌ في تمييزه للحق والجمال في حالاته!
مأساةُ الإنسانِ تكمنُ في أنّه يعتقد أن كل شيءٍ يتعلقُ به، وأنّه ينتصر لقضيّة ما، إن موقفك السياسي لما يحدث لا علاقة به بالمشهد وإنّما هو رغبةٌ دفينة لدى الخاسر في عدم تمنيه للنجاح! حقدٌ دفينٌ تجاه العمل في عدم رؤيته كشيء ناجح، يمكنك أنّ تصفق للتحفة الفنيّة الأصيلة التي أبدعها فريق عمل الموكب والعاملين به! وتعلن موقفك السياسيّ بعدها! لكنّك الحقيقة أنت مريضٌ بالكراهية.
إن العالم الذي نعيشُ فيه عالمٌ بائسٌ حقًا، لكن لا شيءَ في الحقيقة أكثر بؤسًا من اليسار!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق